29 يناير 2011

نزار قباني - عــروبتي ، مع صوت


نزار قباني - عــروبتي


  
أنا يا صـــديقـــة متعب بعــروبتي … فهل العـروبة لعـنــــــة وعــقــاب ؟

أمشي على ورق الخريطة خائـفـا … فـعـلـى الخريطــــــة كـلـنــا أغــراب

أتكـلــــم الفصحى أمام عـشـيـرتي … وأعـيــــد ... لـكـن ما هـنـاك جـواب

لولا العباءات التي التفـــوا بهـــــا … ما كـنـت أحـســب أنــهــــم أعــراب

يتقاتلــــــون على بقايـــا تـمــــرة … فخـنـاجــر مرفــــوعـــــــــة وحراب

قبُلاتــُهـم عربيـــة … مـن ذا رأى … فـيـمــــا رأى قـُبـلاً لـــهــــا أنيـــاب

وخريطة الوطن الكبير فـضيحــــة … فـحـواجـز … ومخــافر … وكـلاب

والعالم العربي ….إما نعــجـــــــة … مـذبـوحــــة أو حـاكــــــــم قـصــاب

والعالم العـربي يرهـن سـيــفــــــه … فـحـكايـــة الـشـرف الرفـيـع سـراب

والعالم العـربي يخـزن نفــطـــــــه … في خـصـيـتـيــه … وربك الوهــاب

والناس قـبل النـفـط أو من بـعـــده … مسـتـنـزفـون … فـســـــادة ودواب 
فـكأنمـــــا كـتـب التراث خـرافــــة … كبرى … فلا عمــــر … ولا خطاب 
  
وبـيارق ابن العاص تمسح دمعـها … وعزيز مصر بالفـصــــام مصـــــاب

من ذا يصدق أن مصــــر تــهودت … فـمـقـام ســـــيـدنا الحســـــين يـباب

ما هـذه مصر … فان صـــــــلاتها … عبريـــــة … و إمامهـــــا كـــــذاب

ما هذه مصـر … فان ســــمـاءهـا … صغرت … وان نســــاءهـا أســلاب

إن جاء كافـور … فـكـم من حاكـم … قهــر الشــعوب … وتاجـــه قـبقاب

أنا متعـب … ودفاتري تعـبت معي ... هل للدفـاتــــر يا تــــرى أعصــاب ؟

حزني بنفـســــــجة يـبلـلها الـندى … وضفـاف جرحي روضة معــشــــاب

لا تعـدليني إن كـشفــت مـواجعـي … وجــــه الحـقـيقـــة ما عـليـــه نقـاب

إن الجنون وراء نصـــف قصائدي … أوليس في بعض الجـنون صواب ؟!

فتحملي غضــبي الجــــميل فربمـا … ثارت على أمـر الســــــماء هـضـاب

فإذا صرخت بوجــه من أحـــببتهم … فلكي يعـيـــــــش الحـب و الأحـبـاب

و إذا قــــسوت على العروبة مــرة … فلقد تـضـيـق بكحـلها الأهـــــــــداب

فلربما تجــــد العروبة نـفــســـــها … ويضـيء في قــلب الـظـلام شـــهاب

ولقــــد تطـــير من العـقال حمامـة … ومن العباءة تـطـلع الأعشــــــــــاب

لا تـغـضبـي مني إذا غــلب الهوى … إن الـهـوى فـي طـبـعــــــه غـــــلاب 
  
فــذنوب شـــــعـري كلها مغــفورة … والله - جـــــــل جلالــــــه – الـتـواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضع تعليقك هنا