20 أغسطس 2010

إكليل الورد




مدونة noudi - لا يوجد أي مسلسل آخر يغريني بمتابعته بعد اكليل الورد بالمختصر : أروع دراما !


عندما تشاهد ، لن تكتفي فقط بالمشاهدة بل ستعيش معهم كل حياتهم زمن السبعينات الممتلأة بمعاني الثورة ، الوطن ،النضال ، الحب ، الصداقة ، السعي لحرية الفكر .. تتقمص شخصياتهم ، تضحك معهم وتبكي وتدمع ..


( وقعت جمرةٌ نار في الماء .. جمعت السمكة الجدة ألف سمكة لها ، حيث قصت عليهم قصة السمكة السوداء الصغيرة )


عندما أصبحت ( سمر ) معلمة في المدرسة للصغار ، أحبت أن توزع قصص للأطفال كهدايا ، من ضمنها قصة السمكة السوداء الصغيرة وهي قصة كلاسيكية رمزية من الأدب الفارسي ، عن سمكة تسعى لفهم أكبر للحياة ، تعجب الأطفال وبدأوا يتصفحونها ويرفرفون أوراقها ، وجد المدير بيد أحد الطلاب في الفسحة الكتاب ، انتشله من يده واصدر أمر بجمع طلاب الفصل ومعلمتهم سمر في السّاحة ؛ حيث تم إحراق هذه الكتب والقصص أمام أعينهم .. بحجة أنها كتب مفسدة للعقل ..(الكتب هذه ممنوعة ) ! حزنت سمر كثيرًا .. بعد انتهاء الدوام تبعها أحد الطلاب .. ودار بينهم حوار جميل ، قالت له لا تنسى هذا اليوم مطلقًا ، فتش عن السبب الذي دعاهم الى حرق الكُتب ، عندما تكبُر اكتب للناس عنه ، قاطعها متسائلًا أنه اذا لم يعجب الناس وأحرقوا ما كتب ، أجابته أن لا تيأس و يستمر في الكتابة… ومهما صار وحدث سيكون هناك واحد فقط على الأقل سيفكر فيما كتبت .


المفرح في نهاية المسلسل أن هذا الطالب حقق حلمه في ان يصبح مُخرج ويصور القصة بأكلمها التي روتها معلمته : اكليل الورد . بعد أن تعرفت عليه سمر بعد كل تلك السنوات سُرّت وفكرت : (ماذا يُفيد الكلام عند انتهَاء الحلم ..لا أدري إن كانت هذه بدَاية أو نهاية القصة ، لكن الشّيء الوحِيد الذي أعْرفه الآن هو أن إحدى السّمكَات السوداء الصّغيرة وجَدت طريقها في النهر و وَصَلت الى المحيط ) .


في هذه التدوينة كتبت ما اقتبسته من حوارات وخواطر الأبطال :


- إذا الإنسان لقى الحب لازم يلاحقو للنهاية .. انا ماحضنتها ولا مرّة .. حضنها القبر قبلي


- اطلع من هالغرفة الدافية .. وحس بالبرد ، بتعرف انو في ناس كتار بيتقلتوا مثل عصافير الدوري


- حابة أكون صحيانة لكل لحظة بعيشها


- بنت البرجوازي يأست ، البنت المناضلة اللي جواتك كمان يأست ، انتِ ماخسرتِ شي .. وأنا معك !


- كانت سنوات يصعب الإستمرار فيها للعيش ، كانت حياة بسيطة ، كنا نستمد القوة ممن حولنا ، كنا نكبر بهم ، كنا نخلق مويسقى من سقفٍ يتلف ، ونبدع لحنًا مطريًا ، كنا نستمتع حتى بصعوبات الحياة .


- هل التمنيّات تحمي الإنسان من تعاسة الأيام !؟.


- الزمن لا يخفف الآلام ، بل ضعفُ ذاكرتنا .. غدًا ننسى ، لننسى قليلًا لنستطيع العيش .


- وهو في القبر رح يختلط جسمُه بالتراب وممكن بالميّ .. ويمشي للبحر وبعدها للمحيط ، حتى نيوزيلندا ، بعدها ممكن يصير شجرة أو وردة .


- كوبا غير تركيا ، هنا الأرض غير الأرض والإنسان غير الإنسان – صح الأرض غير الأرض ، لكن الأرض بتنفلح ، وفي بلدك الأرض بفلحوها ، بفكرك إذا ماجددنا الأرض كيف بتعطينا نبتة خضرا ! الحياة تجديد ، انتو خلطتوا القديم مع الجديد ، انتوا ماقبلتوا التغيير ، تقبلتوا أي شي يطلع من الأرض ناشف ، تأقلمتوا معها ، مافكرتوا ولا مرة أن فيكم تغيرون العالم ، بتعرف شغلة ، حتى اذا مت بأرض الثلج رح ترجف !


- يُمكن للإنسان أن يقاوم الضربات التي يتلقاها ، لكن الأصعب التصدي لضربات توجه الى شخص تحبه ، إنها تلك الضربات التي لا تعرف مصدرها ولايمكنك القبض على يد فاعلها ، لذا فإن ألمها مُضاعف كونها مجهولة ، أن تتألم على شخص تجهل مكانه وتجهل ظروفه ، ليس بالأمر السهل ، فنوعية الأمل تتوافق مع نوعية الاحتمالات التي تجول في مخيلتك ، عندما يمر الوقت ، وتغدو أمامه أقل قدرةً وصلابة ، لذا قد يتمنى الإنسان في هذه اللحظة فقط أن يكون قادرًا على إيقاف الزمن ، لعله بذلك يتأقلم مع كمية الألم التي تقف له بالمرصاد .


- كُل عام وأنتَ بخير ، كأن السعادة ممكنة بدونك ، كأن التنفس والراحة ممكنان بغيابك ، جربتُ كل الأشياء الممكنة ، لا طعمَ للحياة وأنت بعيد ، كم هو فارغٌ هذا العالم ، لقد نفذ صبري .. هيا تعال أينما كُنت ، تعال إلي ، تعال وأعطني اجمل الهدايا .


- مافي وردة ما هزها الهوى <3


- كانت حياتي جميلة وسعيدة ، لكنها في الوقت نفسه حافلة بالصعاب والتعب والآلام ، مثلُ كرة الصوف المتشابكة ، كلما حاولت فكها كانت تزداد تشابكًا .


- ليه بتعاندي دائمًا وتوقفي بوجه الريح ، جربي تنحني ، حاولي ؛ علكِ تُصبحين جزءًا من الريح ، كوني كغصن صغير يميل مع الأشجار .


- لو ألبسو الحمار جام ذهب ، يظل حمار!


- مع النور ماضون ، يارفاق إلى المجدِ آتون ، فكرنا منير ، حلمنا عيشٌ كريم ، أبدًا لن نستكين ! الصبحُ يستفيق ، محتضنًا جسد رفيقْ هوى وسطَ الطريق ! الصبحُ يستفيق ، مغنيًا لنا لحنًا عتيق ، ناشرًا نوره يُبدد عتمَ الطريق ! – قصيدة لـ الشاعر التركي ناظم حكمت .


- فكرتُ بالتغييرات التي يجلبها الزمن ، ليس مهمًا ماحدث ، لم أسألها شيئًا .. صمتنا ، كأن الكلمات نفذت ، كأن الماضي والحاضر هنا ، كنا جميعًا مضجرين وغاضبين من الحياة ، لكننا نُصر على السعادة ، لم نتكلم .. كل واحدة كانت غارقة في ذكرياتها وعنادها .


- جنازير الدبابة ، صوتُ الصافرة ، صوتُ السلاح ، ممنوع التجول ، أنا في الشارع .. رائحة الليلك تقوح في الليل ، قلبي كـ الشاهين المجروح ، أهٍ يا أمي .. ما أصعب الموت في حزيران ! – الشاعر ناظم حكمت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضع تعليقك هنا